فصل: من أقوال المفسرين:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله: {وكان عند الله وجيهًا} قال: مستجاب الدعوة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سنان عمن حدثه في قوله: {وكان عند الله وجيهًا} قال: ما سأل موسى عليه السلام ربه شيئًا قط إلا أعطاه إياه إلا النظر.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70)}.
أخرج ابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: صلّى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الظهر، ثم قال: «على مكانكم اثبتوا، ثم أتى الرجال فقال: إن الله أمرني أن آمركم أن تتقوا الله، وأن تقولوا قولًا سديدًا، ثم أتى النساء فقال: إن الله أمرني أن آمركن أن تتقين الله، وأن تقلن قولًا سديدًا».
وأخرج أحمد في الزهد وأبو داود في المراسيل عن عروة رضي الله عنه قال: أكثر ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر يقول: {اتقوا الله وقولوا قولًا سديدًا}.
وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب التقوى عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر إلا سمعته يقول: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولًا سديدًا}.
وأخرج سمويه في فوائده عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب الناس أو علمهم لا يدع هذه الآية أن يتلوها {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولًا سديدًا} إلى قوله: {فقد فاز فوزًا عظيمًا}.
وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: ما جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا المنبر قط إلا تلا هذه الآية: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولًا سديدًا}.
وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله: {قولًا سديدًا} قال: قولًا عدلًا حقًا. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم. أما سمعت قول حمزة بن عبد المطلب:
أمين على ما استودع الله قلبه ** فإن قال قولًا كان فيه مسددا

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه في قوله: {وقولوا قولًا سديدًا} قال: صدقًا.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {قولًا سديدًا} قال: عدلًا.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {قولًا سديدًا} قال: سدادًا.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه في قوله: {وقولوا قولًا سديدًا} قال: قولوا لا إله إلا الله.
وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات من طريق عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وقولوا قولًا سديدًا} قال: قولوا لا إله إلا الله. اهـ.

.من لطائف وفوائد المفسرين:

من لطائف القشيري في الآية:
قال عليه الرحمة:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا (69)}.
نسبوه إلى الأُدْرَة، وأنَّ به عيبًا في الخِلْقَة، ولكنه كان رجلًا حَيِيَّا، وكان إذا اغتسل لا يتجرَّد من ثوبِه، فتوهموا به ذلك، وذات يوم خلا ليغسلَه، ووضع ثيابَه على حَجَرٍ فأمشى اللَّهُ الحَجَر بثيابه، وموسى يعدو خَلْفَه حتى تَوَسَّطَ بني إسرائيل، وشاهدوا خِلْقَتَه سليمةً، فوقف الحجرُ، وأخذ موسى ثيابه ولبسها، وهذا معنى قوله: {فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُواْ وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهًا} في القَدْرِ والمنزلةِ. والوجاهة النافعة ما كان عند الله لا عند الناس، فقبولُ الناسٍ لا عِبْرَةَ به ولا خَطَرَ له، لاسيما العوامُ فإِنهم يَقْبَلُون بلا شيء، ويَرُدُّون بلا شيء قال قائلهم:
إِنْ كنتُ عندك يا مولاي مطرحًا ** فعند غيرك محمولٌ على الحدق

وقالوا:
فإِنْ أَكُ في شِرَارِكُم قليلًا ** فإني في خِيارِكُم كثيرٌ

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70)}.
القول السديد كلمةُ الإخلاص، وهي الشهادتان عن ضميرٍ صادق.
ويقال سدادُ أقوالِكم سدادُ أعمالِكم، ولقد هَوَّن عليكم الأمرَ فَمَنْ رضي بالقالة- وهي الشهادة بأن تَرَك الشِّرْك- وقالها بِصِدْقٍ أصلح اللَّهُ له أعمالَه الدنيوية من الخَلَل، وغَفَرَ له في الآخرة الزَّلَل؛ أي حصلت له سعادةُ الدارين.
ويقال ذَكَرَ {أَعْمَالَكُمْ} بالجمع، وقدَّمها على الغُفران؛ لأنه ما يُصْلِح لك في حالِكَ أعمالَكَ وإِنْ لم يَكْفِكَ ما أَهَمَّكَ من أشغالك.. لم تتفرغْ إلى حديث آخِرَتِكَ. اهـ.

.تفسير الآيات (72- 73):

قوله تعالى: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72) لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (73)}.

.مناسبة الآية لما قبلها:

قال البقاعي:
ولما كان التقدير: ومن لم يطع فقد خسر خسرانًا مبينًا، وكان كل شيء عرض على شيء فالمعروض عليه متمكن من المعروض قادر عليه، وكان كل شيء أودعه الله شيئًا فحفظه ورعاه وبذله لأهله وآتاه باذلًا للأمانة غير حامل لها.
وكل من أودعه شيئًا فضيعه وضمن به عن أهله ومنعه عن مستحقه خائن فيه حامل له، وكان الله تعالى قد أودع الناس من العقول ما يميزون به بين الصحيح والفاسد، ومن القوى الظاهرة ما يصرفونه فيما أرادوا من المعصية والطاعة، فمنهم من استدل بعقله على كل من المحق والمبطل فبذل له من قواه ما يستحقه، فكان باذلًا للأمانة غير حامل لها، ومنهم من عكس ذلك وهم الأكثر فكان حاملًا لها خائنًا فيها أمر به من بذلها، وأودع سبحانه الأكوان ما فيها من المنافع من المياه والمعادن والنباتات فبذلته ولم تمنعه من أحد طلبه مع أن منعها له في حيِّز الإمكان، قال تعالى معللًا للأمر بالتقوى، أو مستأنفًا مؤكدًا تنبيهًا على أن هذا الأمر مما يحق أن يؤكد تنبيهًا على دقته، وأنه مما لا يكاد أن يفطن له كثير من الناس فضلًا عن أن يصدقوه لافتًا القول إلى مظهر العظمة دلالة على عظيم جرأة الإنسان: {إنا عرضنا الأمانة} أي أداءها أو حملها أو منعها أهلها، وهي طاعته سبحانه فيما أمر به العاقل، وفيما أراده من غيره، ولم يذكر المياه والرياح لأنهما من جملة ما في الكونين من الأمانات اللاتي يؤديانها على حسب الأمر {على السماوات} بما فيها من المنافع {والأرض} بما فيها من المرافق والمعادن.
ولما أريد التصريح بالتعميم قال: {والجبال} ولأن أكثر المنافع فيها {فأبين} على عظم أجرامها وقوة أركانها وسعة أرجائها {أن يحملنها} فيمنعها ويحبسنها عن أهلها، قال الزمخشري: من قولك: فلان حامل للأمانة ومحتمل لها، أي لا يؤديها إلى صاحبها حتى تزول عن ذمته ويخرج عن عهدتها، لأن الأمانة كأنها راكبة للمؤتمن عليها وهو حاملها، ألا تراهم يقولون: ركبته الديون ولي عليه حق، فإذا أداها لم تبق راكبة له ولا هو حاملًا لها {وأشفقن منها} فبدل كل منهن ما أودعه الله فيه في وقته كما أراده الله، وهو معنى: أتينا طائعين، والحاصل أنه جعلت الإرادة وهي الأمر التكويني في حق الأكوان لكونها لا تعقل كالأمر التكليفي التكويني في حقنا لأنا نعقل تمييزًا بين من يعقل ومن لا يعقل في الحكم، كما ميز بينهما في الفهم إعطاءً لكل منهما ما يستحقه رتبته- وهذا هو معنى ما نقله البغوي عن الزجاج وغيره من أهل المعاني، وما أحسن ما قاله النابغة زياد بن معاوية الذبياني حيث قال:
أتيتك عاريًا خلقًا ثيابي ** على خوف تظن بي الظنون

فألفيت الأمانة لم تخنها ** كذلك كان نوح لا يخون

قال ابن الفرات: إن عمر رضى الله عنه قال لما قيل له إن النابغة قائلهما: هو أشعر شعرائكم.
ولما كان الخائن أكثر من الأمين أضعافًا مضاعفة، وكانت النفس بما أودع فيها من الشهوات والحظوظ محل النقائص، قال تعالى: {وحملها الإنسان} أي أكثر الناس والجن، فإن الإنسان الأنس، والإنس والأناس الناس، وقد تقدم في {ولا تبخسوا الناس أشياءهم} [الأعراف: 85] في الأعراف أن الناس يكون من الإنس ومن الجن، وأنه جمع إنس وأصله أناس، والإسناد إلى الجنس لا يلزم منه أن يكون كل فرد منه كذلك، فهو هنا باعتبار الأغلب، وفي التعبير به إشارة إلى أنه لا يخون إلا من هو في أسفل الرتب لم يصل إلى حد النوس.
ولما كان الإنسان- لما له بنفسه من الأنس وفي صفاته من العشق، وله من العقل والفهم- يظن أنه لا نقص فيه، علل ذلك بقوله مؤكدًا: {إنه} على ضعف قوته وقلة حيلته {كان} أي في جبلته إلا من عصم الله {ظلومًا} يضع الشيء في غير محله كالذي في الظلام لما غطى من شهواته على عقله، ولذلك قال: {جهولًا} أي فجهله يغلب على حلمه فيوقعه في الظلم، فجعل كل من ظهور ما أودعه الله في الأكوان وكونه في حيز الإمكان كأنه عرض عليها كل من حمله وبذله كما أنه جعل تمكين الإنسان من كل من إبداء ما اؤتمن عليه وإخفائه كذلك.
ولما كان الحكم في الظاهر على جميع الإنسان، وفي الحقيقة- لكون القضية الخالية عن السور في قوة الجزئية- على بعضه، لكنه لما أطلق إطلاق الكلي فهم أن المراد الأكثر، قال مبينًا أن ال ليست سورًا معللًا لحمله لها مقدمًا التعذيب إشارة إلى أن الخونة أكثر، لافتًا العبارة إلى الاسم الأعظم لتنويع المقال إلى جلال وجمال: {ليعذب الله} أي الملك الأعظم بسبب الخيانة في الأمانة، وقدم من الخونة أجدرهم بذلك فقال: {المنافقين والمنافقات} أي الذين يظهرون بذل الأمانة كذبًا وزورًا وهم حاملون لها عريقون في النفاق {والمشركين والمشركات} أي الذين يصارحون بحملها ومنعها عن أهلها وهم عريقون في الشرك فلا يتوبون منه.
ولما كان تقديم التعذيب مفهمًا أن الخونة أكثر، أشار إلى أن المخلص نادر جدًا بقوله: {ويتوب الله} أي بما له من العظمة {على المؤمنين} أي العريقين في وصف الإيمان وهو الثابون عليه إلى الموت {والمؤمنات} العصاة وغيرهم فيرفقهم لبذلها بعد حملها فالآية من الاحتباك: ذكر العذاب أولًا دليلًا على النعيم ثانيًا، والتوبة ثانيًا دليلًا على منعها أولًا أي عرض هذا العرض وحكم هذا الحكم ليعذب وينعم بحجة يتعارفها الناس فيما بينهم.
ولما كان هذا مؤذنًا بأنه ما من أحد إلا وقد حملها وقتًا ما، فكان مرغبًا للقلوب مرهبًا للنفوس، قال مؤنسًا لها مرغبًا: {وكان الله} أي على ما له من الكبر والعظمة والانتقام والملك والسطوة {غفورًا} أي محاء لذنوب التائبين الفعلية والإمكانية عينًا وأثرًا {رحيمًا} أي مكرمًا لهم بأنواع الإكرام بعد الرجوع عن الإجرام، ولما أمر النبي صلى الله عليه وسلم في مطلعها بالتقوى أمر في مقطعها بذلك على وجه عام، وتوعد المشاققين والمنافقين الذين نهى في أولها عن طاعتهم، وختم بصفتي المغفرة والرحمة كما ختم في أولها بهما آية الخطأ والتعمد، فقد تلاقيا وتعانقا وتوافقا وتطابقا- والله يقول الحق وهو يهدي السبيل، وهو أعلم بالصواب. اهـ.

.من أقوال المفسرين:

.قال الفخر:

{إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ}.
لما أرشد الله المؤمنين إلى مكارم الأخلاق وأدب النبي عليه السلام بأحسن الآداب، بين أن التكليف الذي وجهه الله إلى الإنسان أمر عظيم فقال: {إِنَّا عَرَضْنَا الأمانة} أي التكليف وهو الأمر بخلاف ما في الطبيعة، واعلم أن هذا النوع من التكليف ليس في السموات ولا في الأرض لأن الأرض والجبل والسماء كلها على ما خلقت عليه؛ الجبل لا يطلب منه السير والأرض لا يطلب منها الصعود ولا من السماء الهبوط ولا في الملائكة لأن الملائكة وإن كانوا مأمورين منهيين عن أشياء لكن ذلك لهم كالأكل والشرب لنا فيسبحون الليل والنهار لا يفترون كما يشتغل الإنسان بأمر موافق لطبعه، وفي الآية مسائل:
المسألة الأولى:
في الأمانة وجوه كثيرة منها من قال هو التكليف وسمي أمانة لأن من قصر فيه فعليه الغرامة، ومن وفر فله الكرامة.
ومنهم من قال هو قول لا إله إلا الله وهو بعيد فإن السموات والأرض والجبال بألسنتها ناطقة بأن الله واحد لا إله إلا هو، ومنهم من قال الأعضاء فالعين أمانة ينبغي أن يحفظها والأذن كذلك واليد كذلك، والرجل والفرج واللسان، ومنهم من قال معرفة الله بما فيها، والله أعلم.
المسألة الثانية:
في العرض وجوه منهم من قال المراد العرض ومنهم من قال الحشر ومنهم من قال المقابلة أي قابلنا الأمانة على السموات فرجحت الأمانة على أهل السموات والأرض.
المسألة الثالثة:
في السموات والأرض وجهان:
أحدهما: أن المراد هي بأعيانها.
والثاني: المراد أهلوها، ففيه إضمار تقديره: إنا عرضنا الأمانة على أهل السموات والأرض.
المسألة الرابعة:
قوله: {فَأبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا} لم يكن إباؤهن كإباء إبليس في قوله تعالى: {أبى أَن يَكُونَ مَعَ الساجدين} [الحجر: 31] من وجهين أحدهما: أن هناك السجود كان فرضًا، وههنا الأمانة كانت عرضًا وثانيهما: أن الإباء كان هناك استكبارًا وههنا استصغارًا استصغرن أنفسهن، بدليل قوله: {وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا}.
المسألة الخامسة:
ما سبب الإشفاق؟ نقول الأمانة لا تقبل لوجوه أحدها: أن يكون عزيزًا صعب الحفظ كالأواني من الجواهر التي تكون عزيزة سريعة الانكسار، فإن العاقل يمتنع عن قبولها ولو كانت من الذهب والفضة لقبلها ولو كانت من الزجاج لقبلها، في الأول لأمانه من هلاكها، وفي الثاني لكونها غير عزيزة الوجود والتكليف كذلك والثاني: أن يكون الوقت زمان شهب وغارة فلا يقبل العاقل في ذلك الوقت الودائع، والأمر كان كذلك لأن الشيطان وجنوده كانوا في قصد المكلفين إذ الغرض كان بعد خروج آدم من الجنة الثالث: مراعاة الأمانة والإتيان بما يجب كإيداع الحيوانات التي تحتاج إلى العلف والسقي وموضع مخصوص يكون برسمها، فإن العاقل يمتنع من قبولها بخلاف متاع يوضع في صندوق أو في زاوية بيت والتكليف كذلك فإنه يحتاج إلى تربية وتنمية.